كم من المشاكل الاجتماعية و الزوجية يعود الى شخير أحد الزوجين حيث يشعر الطرف الآخر بالازعاج من صوت الشخير وقد يدفعه ذلك لترك الغرفة أو اتخاذ اجراءات وقائية مثل سدادات الأذن أو النوم قبل الطرف الآخر. لكن هذا على أهميته ليس كل شيئ . فالشخير يعنى انسداد مجرى التنفس بدرجات مختلفة سواء فى الأنف أو البلعوم . وهذا الانسداد قد يصل فى بعض الأوقات الى انسداد تام يؤدى الى نقص فى الأكسجين وزيادة فى ثانى أكسيد الكربون فى الدم أثناء النوم ويحدث ما يسمى بتوقف التنفس الانسدادى. و فى هذه الحالات يتوقف الشخير بل و التنفس لفترات قد تطول للدرجة التى تجعل شريك الفراش يشعر بالخوف على الشخص المصاب .
وما يزيد من أهمية المشكلة أن نقص الأكسجين وزيادة ثانى أكسيد الكربون يؤدى الى ارتفاع ضغط الدم و اضطرابات القلب و يستيقظ المصاب صباحا و هو يشعر بالارهاق الشديد وقد يسقط نائما فى أى وقت أثاء النهار دون قصد وفى أوقات حرجة مثل أثناء قيادة السيارة أو أثناء العمل مما يزيد من خطورة المشكلة.
التشخيص يكون أولا بمعرفة سبب الانسداد وذلك عن طريق الأشعة ومنظار الأنف الذى يجرى فى العيادة. وثانيا اذا اقتضى الأمر معرفة حجم المشكلة عن طريق معمل النوم حيث ينام المريض فيه متصلا بعدة أجهزة تبين نسبة الأكسجين فى الدم و توقيت انقطاع التنفس و اضطراب ضربات القلب و عمق النوم و حركة العضلات و هذا كله يعطى معلومات عن درجة المشكلة و بالتالى كيفية التعامل معها.
السبب هو انسداد مجرى التنفس و العلاج هو التعامل مع هذا الانسداد سواء بالعلاج الدوائى و البخاخات مثل حالات حساسية الأنف أو العلاج الجراحى مثل حالات لحميات الأنف و الجيوب الأنفية وتضخم الغضاريف و اعوجاج الحاجز الأنفى حيث يكون العلاج جراحيا عن طريق المنظار و هى جراحات يوم واحد.
وفى حالات أخرى تكون المشكلة فى ارتخاء سقف الحلق و تضخم اللوزتين و العلاج هنا جراحى باستئصال اللوزتين و شد سقف الحلق.
و أخيرا هناك حالات لا يصلح معها الا جهاز الضغط الهوائى المستمر و الذى يحافظ على مجرى التنفس مثل الدعامة الهوائية و عيبه الوحبد هو عدم تقبل بعض الناس له لأنه عبارة عن انبوبة تصل الأنف من جهة بجهاز على شكل صندوق يصدر الضغط من جهة أخرىو يظل متصلا بالمريض طول فترة النوم.
و على ذلك الشخير درجات فى الخطورة تتراوح بين الشخير البسيط و بين متلازمة توقف التنفس الانسدادى ذات الخطورة و الطبيب المتخصص وحدة باذن الله هو القادر على التعامل مع هذه الحالات من حيث تقدير الخطورة و معرفة السبب و من ثم العلاج اللازم